كثيرة هى الأصوات التى تطلق شهاداتها على أزهرنا الشريف بأنه يحتضر وينعى همه الى الأمة , وغير ذلك من الاقوال, حتى شاء ربى ان ألمس بيدى وأشاهد رأى العين – بحكم عملى كإعلامى وصحفى- جامعنا الازهر الشريف , وما يقام به من فعاليات ودورات شرعية وعلمية وتنموية ولغوية ومهارية مجانية من خلال أروقته المختلفة, الشرعى والتدريبى والعلمى وغيرها, كل ذلك تحت اشراف فضيلة الامام الأكبر شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب ووكيله الدكتور عباس شومان, ومجدد شباب الجامع الازهر وأنشطته فضيلة الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الازهر والمشرف العام على الاروقة , ومعه كتيبة من خيرة شباب مصر من اعضاء هيئة التدريس الشباب بجامعة الازهر وكوكبة من ألمع وأشهر علمائنا الدوليين , كل في تخصصه, يتبارون ويتسابقون في تقديم افضل ما لديهم مما علمهم الله فى اخلاص وتفان, لا يسألون الناس شكرا ولا جزاء .
دورات شرعية وعلمية وتنموية ولغوية , كخلايا النحل – ما شاء الله- تعقد وتنتهى , يستفيد منها جميع أطياف المجتمع وشرائحه المختلفة , من براعم وشباب ورواد ووعاظ وأئمة واعضاء هيئة تدريس بالجامعات ووافدين , كل ذلك تحت عباءة المنهج الازهرى الوسطى المعتدل الرصين .
وإذا كان الله –عز وجل – قد حبا أرض الحجاز بالكعبة يحج اليها المسلمون من كل صوب وحدب فريضة , فقد انعم علينا المولى ايضا بالأزهر الشريف, كعبة العلم وحصن الأمة الدينى والشرعى والفكرى , الذى يهرع ويفد اليه المصريون والدارسون من مختلف ارجاء المعمورة, كاشفا لهم عن كثير من عورات ونقائض ونقائص المذاهب والافكار المتطرفة , وفرقها الضالة التى لا تمت لديننا بصلة, اللهم إلا تشويهه زورا وبهتانا , مبينا ومميطا اللثام للحيارى والتائهين منهم مواطن التهافت في هذه المذاهب, بفضل علمائه الأجلاء العظماء من المصريين وغيرهم .
واتساقا مع ما سبق ذكره , ها هو ذا ازهرنا الشريف يواصل تلك المسيرة المباركة, عبر أروقته المختلفة , وانطلاقا من قول نبينا الحبيب : ” لا يشكر الله من لا يشكر الناس “, رأيت لزاما على أن اشهد شهادة حق أمام ربى –تبارك وتعالى-, وقرائى , اشهد لهؤلاء العلماء الافاضل الشباب , فخر مصر وازهرنا , بما يقومون به من جهد مبذول في سعى مشكور مثمن , لا يبخسه إلا حاقد أو حاسد , أو كاره , فأشهد للدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الازهر والمشرف العام على الاروقة انه احدث طفرة ونقلة كبيرة شرعية وعلمية وتنموية يشهدها وينعم بها أزهرنا الآن غير مسبوقة , وأشهد للدكتور إسماعيل الشربينى منسق رواق التدريب بالأزهر – رأى العين – بأنه شعلة نشاط – ما شاء الله – يواصل نهاره بليله لتخرج الدورات العلمية المختلفة على اكمل وجه , منسقا ومقدما لكل علمائنا المدربين كل ما يعينهم في تقديم رسالتهم العلمية للمتدربين على اكمل وجه , ميسرا لهم كل سبل الراحة وعوامل النجاح, وأشهد كذلك معه للدكتور محمود ربيع والدكتور محمد ابو المعاطى والدكتور حسام الدين علام , والدكتورة أسماء محمد عبد العزيز, وغيرهم, وفى الرواق الشرعى والعلمى , أشهد للدكتور ابو اليزيد سلامة والدكتور ايمن الحجار بالجهد المبذول منهما في اخراج الدورات الشرعية على خير ما يكون , ولعل دورة الاجازة الاخيرة في الحديث في كتاب الشمائل المحمدية , وكيف كان لا يوجد موضع لقدم بالجامع الازهر , ليدل على هذا الجهد المبذول في ذلك التنسيق بين كبار علمائنا وجموع الحاضرين , وقبلها دورات تمهيدى العلوم الشرعية وغيرها , و واشهد كذلك للدكتور احمد الصاوي مدير الرواق الاجتماعي بالجامع الأزهر والمشرف على مدينة البعوث, والدكتور محمد الجبة مدير رواق المتون العلمية والمشرف على مدينة البعوث , وللدكتور اسلام عبدالرؤوف مسئول الاعلام بالجامع الازهر بجهوده الحثيثة , والشيخ عمرو نورالدين بجهده الإعلامي وعمل البروموهات للدورات والمدربين, والاستاذة أسماء المتطوعة بجهدها ووقتها في تنسيق الدورات بالرواق العباسى ومدينة البعوث, وغيرهم الكثير الذى بفضل الله ثم جهودهم نشهد هذه النهضة الدعوية العلمية بأزهرنا .
كما لابد لى من تسجيل شهادة شكر وعرفان وتقدير– رأى العين – لعلمائنا الاجلاء الدوليين, الذين يقومون بالتدريب والتدريس في تلك الدورات , فأخص منهم الدكتور سمير عبدالفتاح غنيم , الذى شرفت بمجالسته , وكيف ان هذا الخبير الدولى بالأمم المتحدة في التنمية البشرية فضل البقاء بمصر رغم مغريات الدول الاخرى للإقامة والعمل فيها , ونفع بنى وطنه ووافديه , بدوراته في التنمية البشرية الدولية والاسلامية , والتى بحق تشهد له بالعالمية المطلقة, وكذلك الفاضلة والتربوية الدولية الدكتورة سلوى دنيا , التى رفضت مغريات احدى كبريات دول الخليج , مفضلة ايضا الاقامة بمصر والتدريس بالأزهر بدوراته المختلفة , لترسى وتغرس قواعد النجاح الاسرى والتربوى والسلوكى في نفوس وقلوب المتدربات والمتدربين لديها , وغيرهم الكثير والكثير من النماذج المشرفة .
كلمات الشكر والتقدير والعرفان قليلة وعاجزة تجاه هؤلاء القمم الشوامخ, جزاء ونظير ما يقدمونه من جهد بدنى وفكرى وعلمى , نحسبه مخلصا , والله حسيبنا وحسيبهم , واشد على ايديهم , اثبتوا واصمدوا واعملوا وواصلوا سعيكم المشكور, مسترشدين ومستظلين بقول المتنبى: اعمل وكد فإن مضيت فلا تقف.. واصبر وثابر فالنجاح محقق, ليس الموفق من تواتيه المنى .. لكن من رزق الثبات موفق, وقوله : على قدر أهل العزم تأتى العزائم .. وتأتى على قدر الكرام المكارم ..وتعظم في عين الصغير صغارها .. وتصغر في عين العظيم العظائم .. وجزاكم الله خيرا .
